يكون الرضيع بين شهره الأول وأربعة أشهر من عمره، أكثر عرضة للموت المفاجئ وغير المتوقع، إذ يمكن له أن يقوم بحركاته المعتادة وأخذ حليبه ثم يخلد للنوم بشكل طبيعي، إلا أنه يموت فجأة دون توقع حصول ذلك، الشيء الذي يجعل الآباء يقعون في صدمة كبيرة لأنهم لم يهيئوا من قبل لهذه الوفاة خاصة أن طفلهم يكون بصحة جيدة.
ويمكن لموت الرضيع المفاجئ أن يكون ناتج عن ضعف أساسي في الجسم، كنمط وراثي معين، أو تشوهات دماغية خفية، كما أن للعوامل البيئية دور في التعرض للموت المفاجئ كالنوم في وضعية غير آمنة، أو بيئة نوم غير آمنة، إضافة إلى تدخين الأم أثناء الحمل أو بعد الولادة، أو التعرض للتدخين السلبي، أو حدوث عدوى في مرحلة مبكرة من تطور الدماغ أو الجهاز المناعي.
ورغم أن السبب غير معروف إلى حد كبير، يمكن لموت الرضع المفاجئ أن يكون مرتبط بعيوب في جزء من دماغ الرضيع، الذي يتحكم في التنفس والاستيقاظ من النوم، لذلك يتم تسجيل أغلب حالات الموت المفاجئ لدى الرضع أثناء فترة نومهم.
ومن بين العوامل الفيزيائية وراء موت الرضع المفاجئ، هي التشوهات الدماغية التي يولد بها بعض الأطفال الذين لم يكتمل جزء من الدماغ لديهم والذي يتحكم في التنفس والاستيقاظ من النوم بما يكفي للعمل بشكل سليم، وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة للموت، إضافة إلى انخفاض الوزن عند الولادة المبكرة، والذي يتسبب في عدم اكتمال نمو دماغ الطفل كليا ما يجعله يكون أقل تحكما في العمليات التلقائية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب.
كما يمكن لضيق التنفس الناتج عن الإصابة بالزكام أن يكون سببا في الموت المفاجئ، لأنه يساهم في مشاكل في الجهاز التنفسي، ما قد يؤدي إلى الاختناق والموت أثناء النوم.
وينخفض خطر الإصابة بموت الرضع المفاجئ، إذا كان الرضيع ينام في نفس الغرفة مع والديه، لكن يزداد الخطر إذا كان الطفل ينام في نفس السرير مع الوالدين أو الأشقاء أو الحيوانات الأليفة، لذلك ينصح بتخصيص سرير منفرد للطفل وعدم اشركاه مع شخص آخر، كما ينصح بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل لأنها تقلل من خطر الإصابة بموت الرضع المفاجئ.
وينصح بمساعدة الطفل على النوم على ظهره وليس على بطنه أو جانبه خلال العام الأول من عمره، مع متابعته خلال الليل لكي لا يتدحرج أو يغير وضعيته، والقيام بإلباسه أطقم الأطفال الثقيلة والدافئة عوضا عن تغطيته بالبطاطين الثقيلة، وتجنب تغطية رأسه أثناء النوم لأن هذا يمكن أن يتسبب في خنقه.
