دراسة: الأشخاص المتعودين على التأخر أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم

حورية

السبت 04 يونيو 2022 - 12:00

قام باحثون بجامعة “هارفارد” بدراسة كشفوا من خلالها عن الوجه الآخر لظاهرة التأخر عن المواعيد لدى بعض الأشخاص، واتجهت الدراسات للبحث عن أسباب الظاهرة والبحث حول ما إذا كان الأمر يتعلق بمرض أو اضطراب سلوكي، أو بعوامل وراثية، أو بثقافة الكسل وضعف تمثل قيم الالتزام.

وحسب الجزيرة مباشر، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم عادة التأخر كانوا أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم فضلًا عن انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.

ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يتأخرون دائما يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة ويعيشون لفترة أطول، ويقول الباحثون إن مَن لا يستطيعون الوصول إلى أي مكان في الوقت المحدد عادة ما يكون لديهم ضغط دم منخفض وخطر أقل للإصابة بأمراض القلب.

وفسر الباحثون ذلك، حسب نفس المصدر، بأن الأشخاص الذين يتأخرون دائمًا يكونون أكثر قابلية للاسترخاء، إذ إنهم لا يسمحون للمواعيد بالتأثير على مزاجهم ونتيجة لذلك لا يتعرضون للضغط النفسي

كما خلص باحثو جامعة هارفارد إلى أن النظرة المتفائلة للحياة يمكن أن تحسن الصحة العامة، ففي دراسة منفصلة قيمت الصلة بين التفاؤل والصحة العامة، وجدوا أن الأشخاص الذين يتمتعون بنظرة إيجابية كانوا أكثر عرضة للبقاء بصحة جيدة والتمتع بحياة مستقلة من أقرانهم الأقل بهجة.

هل يشير التأخير المتكرر إلى أعراض مرضية؟

الدراسة السابقة تعد مدمني التأخر عن المواعيد بطول العمر، وتكشف كيف أنهم يميلون إلى العيش بسعادة، لكن هذا لا ينبغي أن يبرر الظاهرة أو يغطي على أسبابها.

ففي التقرير الذي نشره موقع “نيوزون” (Newzone) الفرنسي، بداية شهر يناير الماضي، تقول الكاتبة ميلين كليكزينسكي، حسب الجزيرة نت، إن التأخر بشكل متكرر عن المواعيد يمكن أن يكون نتيجة مشكلة حقيقية، إلا أنه لا يوجد علم أمراض يشرح سببه.

ووفقا لألكسندراريفييرليكارت، مختصة علم النفس الإكلينيكي، فإن عادة التأخير قد تكون اضطرابا سلوكيا. قد يبدو من الصعب على المتأخر وكذلك لمن حوله تقبّل حقيقة أن سوء إدارة الوقت مشكلة مرضيّة. وفي الحالتين، يمكن أن يكون لهذه العادة السيئة آثار سلبية حقيقية على حياة الفرد.

بالنسبة لعالمة النفس ماري جوهين “للبعض تصور سيئ للوقت. في المقابل، يبحث الآخرون عن دفعة الأدرينالين عند التأخير كطريقة لتحدي القواعد”. وهو تفسير أكده جيف كونتي الباحث في علم النفس بجامعة سان دييغو، الذي أوضح أن الأشخاص الذين يتأخرون بشكل منهجي لديهم “فكرة مختلفة عن الوقت مقارنة بالآخرين”.

وفي دراسة نُشرت في عام 2001 في صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) شملت أكثر من 180 شخصا من سائقي قطار الأنفاق، استنتج عالم النفس جيف كونتي أن “الأشخاص النشطين والتنافسيين يرون أن الدقيقة تعادل 58 ثانية. بينما يرى الأشخاص الأكثر استرخاء أنها تعادل دقيقة و17 ثانية.

سلوك يمكن أن يصبح مشكلة يومية

أكدت الكاتبة أن التأخير يرجع غالبا إلى الافتقار إلى التنظيم أو سوء إدارة الوقت. ويعتقد معظم الناس أن هذه العادة لا ترتبط بأي مرض؛ لذلك يجب أن يتعلم المتأخرون احترام مواعيدهم.

وفي الواقع، تكرار التأخير عن المواعيد يمكن أن يخلق مشكلة في حياة الشخص الذي لا يستطيع إيجاد حل لهذه العادة. وسواء تعلّق الأمر بحياتهم الاجتماعية أو المهنية، فإن التأخيرات المتكررة أمر غير مرحب به.

وفي العمل بشكل خاص، يكون احترام ساعات العمل أمرا إلزاميا. وحتى لو كان ممكنا تعويض الساعات الضائعة، فإن الالتزام بالمواعيد يظل ضروريا في الحياة المهنية. كما أن للتأخير آثارا سلبية على الحياة الاجتماعية.

أسباب التأخير المتكرر عن المواعيد

وفق ألكسندرا ريفييرليكارت مختصة علم النفس الإكلينيكي ألكسندرا، فإنه يمكن تفسير العديد من أسباب التأخيرات اليومية. وإن كان التأخير لا يعد مرضا، إلا أنه لا يمكن نفي العوامل المسببة له.

على سبيل المثال، قد يمنعك الحرمان من النوم من سماع المنبه. وفي هذه الحالة، تتأخر في الاستيقاظ صباحا وتتوالى سلسلة التأخيرات. وقد يعود التأخير أيضا إلى قلة النظام، حيث يقضي البعض الكثير من الوقت في البحث عن أغراضهم قبل الخروج من المنزل خاصة بالصباح.

وقد يكون للتأخير أسباب نفسية أيضا؛ خاصة إذا لم يكن الشخص يريد الذهاب إلى موعد محدد وكان غير قادر على رفض الدعوة، حتى لو كان جدوله اليومي لا يسمح بذلك.

شارك المقال مع أصدقائك

مقالات ذات صلة

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”