الصور “المفلترة”.. هل تتحول لهوس مرضي وإدمان على جمال افتراضي؟

فرح ايت الحوس

الجمعة 27 مايو 2022 - 15:00

أصبحت الحياة الافتراضية على منصات التواصل الاجتماعي أكثر أهمية من الحياة الواقعية لدى مستعمليها، خاصة المهوسين بها، والمعتادين على مشاركة تفاصيل حباتهم وصورهم بشكل يومي، إلا أنها لا تعكس واقعهم الحقيقي، خاصة من يستعمل “الفلتر” وبعض التعديلات قبل مشاركة الصورة، فهو لم ينقلها كما هي.

ولابد أن تصادف في يومك شخصا يأخذ صورة “سيلفي” وهو يستعمل خاصية “الفلتر”، خاصة الفتياة اللواتي يخترن زيادة الماكياج وتحسين ملامحهن قبل مشاركتها مع الأصدقاء على منصات التواصل الاجتماعي، وفي هذا السياق قال علي شعبان، أخصائي في علم الاجتماع، إن “هذه الظاهرة تحرف الواقع، وتبعد مستعملي تطبيقات تداول الصور عن التعليقات السلبية أو الانتقادات التي يتلقونها حول شكلهم، ويختارون إخفاء بعض العيوب بهذه الطريقة، لكنهم لا يتمكنون من إخفاء الواقع”.

وأضاف علي شعبان “مشاركة الصور على منصات التواصل الاجتماعي يجعل الشخص أكثر عرضة للتنمر على شكله وللتعليقات السلبية، ولو من باب المزح يمكن لها أن تؤثر على صاحبها وتجعله غير راضي عن تلك العيوب، ما يجعل الكثيرين يبحثون عن الطريقة الأسهل لإخفاء تلك العيوب والظهور بشكل أفضل”.

وأورد المتحدث نفسه “لا يمكن القول أن اللجوء لتعديل الصور بـ”الفيلتر” هو جزء من عدم الثقة بالنفس، لأن الانسان بطبعه لديه غريزة الظهور بشكل جميل والاهتمام بالمظهر الخارجي، ويمكن تفسير هذه الظاهرة بعدم الثقة بالشكل الخارجي وليس عدم الثقة في النفس أو في الشخصية”، مضيفا “يمكن للشخص أن يكون غير راضي بشكله الخارجي وهذا طبيعي، لكن يجب أن يحاول تقبل نفسه كما هو كي يتصدى لانتقادات الآخرين، ويبتعد عن مشاركة صور غير حقيقية له تجعل المرء ينصدم عند رؤيته في الحقيقة”.

وزاد قائلا إن “هذه الظاهرة ليست وليدة اللحظة، فقبل انتشار التعديلات على منصات التواصل الاجتماعي، كانت بعض النساء ولازلن يخترن الذهاب إلى مصحات التجميل لتعديل بعض العيوب البسيطة في الوجه أو في الجسد، لاستكمال جمالية مظهرهم الخارجي، لكن مع ظهور هذه التيكنلوجيات أصبح التغيير متاحا للجميع دون التفكير في تكاليف الذهاب لمصحات التجميل”.

وأشار شعبان أن المحيط له دور أساسي في الحد من هذه الظاهرة ونقل صور عكس الواقع، وذلك بزرع قيم الثقة في النفس وفي الشكل الخارجي، وأن يحب الشخص نفسه كما هو عليه دون التأثر بانتقادات الأفراد من حولك واللجوء لتعديلات لا تغير شيئا من واقعك.

 

 

 

شارك المقال مع أصدقائك

مقالات ذات صلة

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”