نرجس بن قبو.. المغربية التي تلبي أذواق البريطانيين

حورية

الثلاثاء 08 مارس 2022 - 14:00

وكالات

“الأكل الجيد هو بداية السعادة”، هذه العبارة المعروفة لدى الجميع يمكن أن تفسر الابتسامة التي تتألق دوما على محيى نرجس بن قبو، هذه الشابة المغربية المقيمة في المملكة المتحدة، والتي جعلت من شغفها، المطبخ، وسيلة للحفاظ على علاقتها مع المغرب ومشاركة موروث عزيز عليها.

وخلال طفولتها في بلجيكا، كان بوسع نرجس الاعتماد على والديها المغربيين، العاشقين والمتشبثين ببلدهما، لاكتشاف تحف المطبخ بالمملكة.

وتقول نرجس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد نشأت أنا وإخوتي في بلجيكا، لكن غالبا ما كنا نحضر أطباق الطاجين، السلطات المغربية والشواء على العشاء، فضلا عن البغرير والمسمن والخليع على الفطور”، “إنه مطبخ طفولتنا حتى لو كنا نأكله خارج المغرب”.

ومن دون شك، وجهت هذه المرحلة الخيارات المستقبلية لنرجس، التي تقول، حتى اليوم، عندما ت سأل عن وجبتها المفضلة: “طاجين الدجاج مقلي مع الدغميرة والليمون المخلل، ومن الأفضل أن يكون من إعداد أمي”.

وقد بدأت مغامرتها في المملكة المتحدة قبل 12 عاما عندما حلت بالعاصمة البريطانية للحصول على درجة الماستر في الإدارة العمومية. وتضيف هذه الأم لطفلين “بعد الاشتغال في عدد من الشركات بلندن، أدركت أنني أريد القيام بعمل أكثر دينامية وتقنية، ولكن أيضا وظيفة تسمح لي بالبقاء قريبة من المغرب”.

وأوضحت أنه “بعد الكثير من التفكير، قررت ولوج مدرسة للطبخ من خلال الالتحاق بـ +ليث سكول أوف فود آند واين”. وقمت بعد ذلك بإطلاق مدونتي mymoroccanfood.com.

وتجسد مدونتها التي تبسط تعقيد الأطباق المغربية لتحولها إلى وصفات لذيذة في متناول المبتدئين، البوابة التي مكنتها من الولوج إلى القراء البريطانيين بشكل خاص والمتحدثين باللغة الإنجليزية عموما.

وتابعت “لقد لاحظت وجود فجوة على الويب، لاسيما في إنجلترا. لم يكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يشاركون وصفات مغربية باللغة الإنجليزية في قالب سردي أو من خلال مدونة إلكترونية”.

وتحكي نرجس، التي لم تستطع روحها الإبداعية أن تقاوم جاذبية إحداث عالم وأسلوب خاص بها، “قلت لنفسي إنه بوسعي التميز عبر هذا الأسلوب”.

ولم يفارق فن الطبخ المغربي أبدا عقل أو قلب هذه المرأة التي رأت النور في بروكسيل، فمنذ أن قررت الابتعاد عن المسار المهني التعاقدي الذي عرض عليها بفضل دراساتها المتميزة، ظهر لديها بالفعل هدف نهائي هو التخصص في المطبخ المغربي المعاصر.

وتقول بنبرة ملؤها الحماس “أردت بكل تأكيد أن أزاول عملا من شأنه أن يسمح لي بتعزيز علاقتي مع بلدي. بالنسبة لي، إنها لا محالة طريقة لمشاطرة تراثي المغربي، ولكن أيضا لإظهار جانب أكثر حداثة من ثقافتنا ومطبخنا”.

ونجد الروح المغربية، الأصيلة والمعاصرة، في كتاب الطبخ “الدار البيضاء” للطباخة نرجس. وبحسبها، فإن العاصمة الاقتصادية “تجسد تقاطعا بين الحداثة والتقاليد المغربية”، موضحة أن الطريقة التي تطبخ بها وتشارك بها وصفاتها “تستوحي كثيرا من هذا التقاطع، وبالتالي فإن عنوان +كازابلانكا+ جاء على نحو طبيعي تماما”.

ويجمع الإصدار بين الأطباق المغربية اللذيذة التي أضفت عليها نرجس لمستها، وحتى الأطباق الغربية الكلاسيكية بلمسة مغربية فريدة. فـ “اللمسة المغربية “حاضرة دائما في إبداعات طباختنا. حيث تقول أن ذلك “واحدة من بين العديد من الأدوات الكفيلة بجعل المطبخ المغربي أكثر يسرا وحداثة : ما ي مكن من إشاعة النكهات المغربية”.

فسواء من خلال مدونتها أو مختلف إسهاماتها، فإن هدف نرجس يتمثل في التعريف بمطبخ بلادها على نحو أفضل للبريطانيين “الذين يكاد يكونون لا يعرفون سوى الكسكس والطاجين”. كما تطمح إلى تقديم رؤية أصيلة لفن الطبخ المغربي في إنجلترا، حيث غالبا ما يتم خلطه بالمطبخ الشرقي.

وبحسبها، فهم “يفترضون أنهما متشابهان، على اعتبار أنهما م ستمدان من ثقافة عربية في الغالب”، مضيفة “هدفي أيضا هو تغيير هذه المفاهيم وإبراز المطبخ المغربي في شموليته”.

ولتحقيق هذا التطلع، أتيحت للشيف نرجس الفرصة للظهور عبر عدة نوافذ قبل أن يكبل الوباء نشاط المطاعم بشدة، ولكن منذ رفع القيود في المملكة المتحدة، أتيحت لها فرصة العودة، حيث كان آخر تعاون لها يعود إلى فبراير الماضي مع “كاروسيل لندن”.

وأشارت نرجس إلى أنها تجربة “جميلة جدا ومكثفة لأن الأمر يتعلق بالتعرف على مطبخ وفريق لم يكونا معروفين إلى حدود الساعة”، مؤكدة أنها “أحبت تطوير قائمة طعام مغربية حصرية وحديثة في ذات الآن لفائدة زبناء لندنيين”.

والمغاربة هم كذلك معنيون، لأن الارتباط الذي تحافظ عليه نرجس مع المملكة لم ينقطع على الرغم من تواجدها في الخارج. فنرجس بن قبو تعبر عن شغفها بمطبخ بلدها، حتى في المغرب حيث تعمل كرئيسة مطبخ تنفيذية في مطعم لميدة بمراكش.

وأوضحت “أعمل مباشرة مع رئيس الطهاة المتميز، إننا نتفاهم على نحو جيد وهو يستوعب جيدا الطريقة التي أتبعها في تنفيذ إعداد طبق ما”، مضيفة “إننا نراجع كل طبق بكيفية منتظمة قصد الحفاظ على جودة وأصالة قائمة أطباقنا”.

وبخصوص مسألة المسافة، تؤكد نرجس أن هذا لا يطرح أي مشكلة، باستثناء الحالات الاستثنائية حيث يتم إغلاق الحدود لأسباب صحية.

يشتهر الطبخ المغربي بغناه، ونرجس تساهم في ذلك من خلال لمستها الشخصية التي تضعها رهن إشارة المراكشيين، اللندنيين ومواطني العالم الذين يزورون مدونتها.

شارك المقال مع أصدقائك

مقالات ذات صلة

المغربية سعيدة لحميدي بطلة العالم في “المواي طاي”

المغربية سعيدة لحميدي بطلة العالم في “المواي طاي”

ملاك بورعدة.. مغربية تتأهب لتحدي أفضل لاعبات بطولة أمريكا المفتوحة للغولف

ملاك بورعدة.. مغربية تتأهب لتحدي أفضل لاعبات بطولة أمريكا المفتوحة للغولف

بيبانو تتحدث عن تسلق أخطر قمة في جبال الهيمالايا وتهنئة الملك لها (فيديو)

بيبانو تتحدث عن تسلق أخطر قمة في جبال الهيمالايا وتهنئة الملك لها (فيديو)