توج فيلم “الطريق إلى الجنة”، لمخرجه وحيد السنوجي، بالجائزة الكبرى لمهرجان “نجمة الكريستال” للفيلم السينمائي المغربي، المقام في نسخته الخامسة، بمدينة “لييج” البلجيكية.
ويحكي الفيلم، قصة شاب هولندي من أصول مغربية يدعى نجيب، نشأ في ضاحية مدينة أمستردام، درس القانون ويسعى لتحقيق حلمه في أن يصبح محاميا. يتم إلقاء القبض على أخيه لتورطه في أنشطة إجرامية، فتتوالى عليه الأزمات ويدخل في حالة اكتئاب حادة تؤدي به إلى الوقوع في فخ التطرف.
ويشارك في هذا الحدث المنظم، بمبادرة من جمعية “Espace Maroc Culture”، ضيوفٌ مرموقون من عالمي الفن والسينما، وغيرهم من عشاق الفن السابع.
ويحظى الجمهور بفرصة تمتد يومين، لاكتشاف تنوع المملكة، من خلال عدد من الأفلام الطويلة التي تحمل قصصا مختلفة ومزيجا بين الفن والدراما والكوميديا.
وشهد المهرجان هذه السنة، تكريما رمزيا للفنان الكوميدي الراحل “عزيز الفاضيلي”، الذي بصمت أعماله المشهد الفني والسينمائي المغربي.
وأكد القنصل العام للمغرب بلييج والدوقية العامة للوكسمبورغ “عبد القادر عابدين” بهذه المناسبة، على دور المهرجان السينمائي المغربي في لييج، حيث عَدَّهُ “حلقةً تمكّن من التعريف بالمغرب التعدّدي وأداةً للتقارب الإنساني وجسرًا بين الثقافات”.
وقال “عابدين” إن “الترويج للثقافة المغربية بالخارج هو أيضا من اختصاص فنانينا ومبدعينا الذين يشاركون في تظاهرات على المستوى الدولي، كونهم سفراء للمغرب التعددي”.
وأضاف أن “الثقافة هي عامل محفز للتناغم والتعارف والتقارب بين الشعوب”، ورافعة للتنمية في كل بلد ومجتمع حريص على صون ثقافته وتراثه”.
وأبرز المتحدث ذاته أن “المملكة نجحت في ترسيخ وتقوية هذه الهوية الثقافية الأصيلة والمنفتحة، كما حرصت على إثرائها وتنويعها”.
وتابع أن “وحدة المملكة التي تشكلت عبر انصهار مكوناتها العربية الإسلامية- الأمازيغية والصحراوية- الحسانية تغذت منذ زمن من خلال روافدها الإفريقية، الأندلسية، العبرية والمتوسطية”.
وفي معرض حديثه أعرب القنصل عن أمله في أن يمكن مهرجان نجمة الكريستال للفيلم السينمائي المغربي من رفع مستوى الوعي بالثراء والتنوع الكبير للثقافة المغربية، وكذا توفير الفرصة لتحفيز التبادلات والنقاشات”.
وأكد في ذات السياق أن “تثمين رأس المال الثقافي الفني لاسيما السينمائي لا يمكنه أن يتحقق إلا بجهد اجتماعي دائم”.
وعبر القنصل العام في ختام كلمته عن تألق المملكة، من خلال تنظيمها تظاهرات دولية كبرى، وكونه وقبلة لعدد من المنتجين والمخرجين الأجانب، وموقعا استراتيجيا لتصوير عدد من الأفلام والمسلسلات العالمية على مدى 40 سنة الماضية.