أدانت المحكمة الابتدائية بأزيلال، مساء اليوم الخميس، صاحب المطعم المعروف بـ“طاجين الدود” بشلالات أوزود بالحبس 4 أشهر نافذة، وبأداء غرامة مالية قدرها 25 ألف درهم.
وقال دفاع المشتكي، الصالح حبيبي، إن “الأهم في الحكم هو الإدانة التي تؤكد ثبوت الفعل في حق المتهم”، مضيفا أنه “كان من المتوقع أن تكون العقوبة أشد، إلا أن المحكمة هي التي تملك السلطة التقديرية، وأن الحكم مناسب نسبيا”، مشرا أنه سيعمل على استئناف الحكم.
يأتي الحكم بعد تأجيل جلسة محاكمة صاحب مطعم “طاجين الدود” مرتين متتاليتين، والذي قررت النيابة العامة بأزيلال متابعته في حالة اعتقال. ووجهت النيابة العامة للمعني بالأمر تهمة عرض مواد فاسدة للاستهلاك ونقل لحوم في ظروف غير صحية.
وفي وقت سابق، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مدتة دقيقة و52 ثانية تظهر وجبة غذاء معدة في طاجين مملوءة بالدود بأحد مطاعم شلالات أوزود التابعة لإقليم أزيلال.
وقاما مستهلكا الطاجين بتصوير المشهد وتوجها بعد ذلك إلى مقر الدرك الملكي بشلالات أوزود قصد وضع شكاية ضد صاحب المطعم الذي قالا عنه إنه لا يحمي المستهلك بمثل هذه الوجبات التي لا تحترم الشروط الصحية.
قامت السلطات بالتفاعل مع الفيديو المتداول، وقامت بإغلاق المطعم وفتح تحقيق في الموضوع، وقال بعض متتبعي القضية إن “طاجين الدود” ما هو إلا شجرة تخفي غابة الفوضى التي تعيش على إيقاعها شلالات أوزود منذ سنوات دون أن تتدخل السلطات بشكل يحمي حق المستهلك في خدمات جيدة واستقبال جيد وبأثمنة معقولة.
وقال صاحب المطعم في تصريح سابق إن “مطعمه معروف بخدماته التي يشهد الجميع بجودتها ويقصده السياح من مختلف الجنسيات، ولم يسبق لأي زائر أن سجل مخالفة قبل صاحب الفيديو الذي أراد تدمير أوزود”، مضيفا أن “هدف المعني بالأمر هو ضرب منطقة أوزود المشهورة بالسياحة والكرم التي تضم أكثر من 40 مطعما تستجيب لمعايير النظافة”.
من جانبه أكد معاذ امرضو مصور فيديو “طاجين الدود” على أن ما تم عرضه في الشريط حقيقة وأن الأمر لا يتعلق لا بفبركة ولا بمؤامرة. وقال المتحدث في تصريح لجريدة “العمق” إن ما دفعه لتصوير الطاجين هو خوفه على صحة المواطنين الذين يقصدون هذه المنطقة، وأن ما قام به كان يجب على من كان قبله أن يقوم به لأنه لا يمكن استمرار هذا الوضع إلى ما لانهاية والاكتفاء بـ “شوف واسكت”.
وقال أمرضو إن الفيديو لم يتضمن أي تشهير ويتضمن وقائع حقيقية وليست مزيفة، وإن كان العكس فيمكن إثبات ذلك من طرف العدالة، ولم نكن نبحث عن “البوز” الذي تحدث عنه البعض لأننا لم نظهر في الشريط بوجه مكشوف ولم نذكر أسماءنا ولا اسم قناتنا على اليوتيوب، ولم نذكر اسم المطعم ولا اسم صاحبه.
وأضاف المتحدث نفسه الذي حل اليوم بمدينة أزيلال للحضور لجلسة تقديم صاحب المطعم أمام النيابة العامة: “بماذا يمكن تفسير محاولة أحد مستخدمي المطعم انتزاع الطاجين من بين أيدينا أثناء التصوير وهو ما كان واضحا في المقطع”.
وردا على من قال إن صاحب الفيديو أراد أن يربح من خلال مشاهدات الفيديو بقناته على اليوتيوب، أوضح المتحدث أنه لم يقم بنشر الفيديو على قناته وإنما اكتفى في بداية الأمر بإرساله إلى بعض الأصدقاء بواسطة تطبيق تلغرام، قبل أن يتم تداوله على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأعلن معاذ تحديه لكل من يقول بنشره للفيديو على قناته باليوتيوب، مشيرا إلى أن شرطة الجرائم الالكترونية لها ما يكفي من التقنيات للتأكد من هذا الموضوع.
وختم المتحدث تصريحه بالقول: إن عبارات “شوف واسكت، وقطع الارزاق” لم يعد لها معنى لأن من يقول هذا الكلام اليوم، قد يكون ضحية في الغد، لذا يجب وضع حد لمثل هذه الممارسات، وفق تعبيره.
