“أفدوز” و”أمركاس” و”إفنوزن”.. أطباق تقليدية تبدعها أيادي نساء جبال المغرب

حورية

الثلاثاء 18 يونيو 2019 - 13:00

تبدع نساء المناطق الجبلية بالمغرب في إعداد مجموعة من الأكلات التقليدية والتي تتوفر على مقومات غذائية هامة تمنح الطاقة للجسم، من أبرزها أكلة “أفدوز” التي تعدها نساء منطقة “إملشيل” نواحي إقليم ميدلت.

وتعتبر أكلة “أفدوز” أكلة مفضلة لدى الساكنة، خصوصا المسنين، ويتم تقديمها إما في وجبة الفطور أو العشاء، في حين أن طريقة تحضيرها موحدة بين كل النساء، حيث أن من مكوناتها دقيق الشعير الذي تحوله النساء إلى كسكس، ويتم إعادة “فتله” لثلاث مرات على الأقل، وفي الأخيرة يتم وضع اللفت مع قليل من الشحم في إناء مليء بالماء، ويوضع فوقه “الكسكاس”.

وتتطلب عملية طبخ “أفدوز”، خمس إلى ستة ساعات وبعد ذلك تضعه النساء في “الكصعة” وهو إناء طيني يسمى بالأمازيغية “تازلافت” ويسقى بذلك الماء الذي طبخت فيه اللفت وقليل من الشحم، وبعد أن يسقى يترك قليلا من الوقت، ويوضع وسطه السمن البلدي أو زيت الزيتون حسب ما تتوفر عليه الأسرة، ليجتمع الكل على المائدة لتناول الوجبة.

وعلى غرار “أفدوز” بإملشيل، هناك أكلات أخرى تحضرها النساء بالمناطق الجبلية الباردة، منها أكلة “أمركاس”، و”إفنوزن” و”تاروايت نتمزين”. وأكلة “أمركاس” والتي يختلف اسمها من منطقة إلى أخرى، من الأكلات الرئيسية التي لا تتخلى عنها الأسر بالمناطق الجبلية، والتي تعتمد بالأساس في تحضيرها على دقيق الذرة، ونبات “الفصة و”اللفت المحفورة” و”الكرعة” والبصل والطماطم و”الشحم” و”السمن الحر” بالإضافة إلى زيت الزيتون والتوابل.

وتزداد أهمية “أمركاس” حين تضاف له اللحوم المجففة من “كرداس” و“القديد”، ويتم تقديمه في إناء فخاري يسمى بـ “تازلافت”، بينما في بعض مناطق الجنوب الشرقي يتم طهي “الشكوة” الجلدية مع الكسكس مما يعطيها مذاقا رائعا مع حموضة اللبن.

وتعتبر أكلة “إفنوزن” كذلك من الأكلات التقليدية الحاضرة بقوة في مطبخ الأسر بالجنوب الشرقي وهو لا يختلف كثيرا عن وجبة “أمركاس” في بعض المكونات، حيث يستعمل لتحضيره الكسكس الذي يتم خلطه مع نبات “الفصة” وأوراق البصل، و”القزبور” و”المعدنوس” والفلفل الحار والشحم والتوابل وزيت الزيتون، ويتم تقديمه هو أيضا في “كصعة” أو ما يسمى باللغة الأمازيغية بـ “تازلافت”.

ومن هذه الأكلات، أيضا، “تاروايت ن تمزين” (بتفخيم الزاي) يطلق عليها أيضا “تاكلا” أو “العصيدة” عند الناطقين بالعربية، وهي من الأكلات التي يتم تحضيرها كوجبة يتم تناولها غالبا في الصباح الباكر خصوصا في فصل الشتاء لمقاومة موجات البرد.

واسم “تاروايت” مشتق من الفعل “إروي” باللغة الأمازيغية والذي يعني “حرك” أو “خلط” باللغة العربية، حيث يتم تحريكها أثناء طبخها ويدخل في تحضيرها دقيق الشعير المطحون جيدا والماء والملح، ويتم تحريك الكل فوق النار بعصا خشبية تسمى “أسروي” حتى تصبح عجينة، ويتم تقديمها في طبق ويوضع فوقها زيت الزيتون أو السمن البلدي.

شارك المقال مع أصدقائك

مقالات ذات صلة

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”