ينظم ملتقى الرباط لإحياء الموروث الثقافي والفني، الجمعة 1 أبريل المقبل، بسينما النهضة في الرباط، العرض ما قبل الأول للفيلم السينمائي “سيڭا”، لمخرجه ربيع الجوهري ومنتجه المصطفى بوحلبة.
ويناقش فيلم سيڭا، وفق بيان توصلت “حورية” بنسخة منه، العلاقات المتينة التي تربط بين سكان شمال وجنوب المملكة المغربية، حيث يستند المخرج ربيع الجوهري على وثائق تاريخية تشير إلى استمرارية التعايش بين هؤلاء السكان.
ويفند الفيلم، يضيف البيان ذاته، الدعاية الاستعمارية التي تهدف إلى فصل أهل الصحراء عن أسلافهم الأدارسة، معتمدا في ذلك على المقولة الشهيرة للملك محمد السادس في الذكرى التاسعة والثلاثين لذكرى المسيرة الخضراء، حين قال في إحدى خطبه إن “الصحراء قضية وجود، وليست مسألة حدود”، كما يفند الفيلم الأطروحة المزعومة لعصابة البوليساريو التي تكشف مستوى الإجرام الذي ترتكبه في حق المدنيين والمحتجزين.
ويقول الجوهري صاحب أول شريط وثائقي حول الأسرى المغاربة بتندوف “تندوف قصة مكلومين”: “لقد أثارتني هذه المقولة بحكمتها وعمقها وتلخيصها لهذا الصراع الاستعماري المفتعل، إنها محاولة مني لترجمة هذه المقولة الحكيمة على شكل صور إبداعية، أو بالأحرى أعطتني هذه المقولة إلهاما قويا أخذني في رحلة البحث عن قضية الوجود هذه المرتبطة بالصحراء المغربية”.
ويواصل الجوهري الوفاء للمنهجية نفسها التي بدأها في فيلميه”رقصة الرتيلاء” و”الزنزانة”، عبر مزج الحاضر مع الماضي وتطويع الأحداث الموضوعية مع ما هو ذاتي، فالحاضر والماضي يشكلان خطا يتموج بطريقة متصاعدة ومفتوحة مع الماضي والذاتي، لذلك اختار في عمله “سيڭا” تقديما سينمائيا يحاكي زليج الفسيفساء المغربية الذي يقترح متعة بصرية ترفض المركز وتبرز التعدد تماما، حيث عدد أساليب الإخراج، واختار خمس قصص متداخلة، لكل قصة أسلوب إخراجها الخاص بها، بل لكل من هذه القصص ألوانها وشخصياتها وفضاءاتها، يبرز المصدر نفسه.
ويشارك في أحداث هذا العمل السينمائي الدرامي، الذي اعتمد على حوار بخمس لغات ولهجات، ثلة من الممثلين أمثال توفيق شرف الدين، الحسين بوحسين،فضيلة الهامل، محمد شكاف وفاطمة بوشان، بالإضافة إلى سارة الدرويش، مصطفى التوبالي، مصطفى الزغاري، حمادة املوكو، محمد بهياج والتهامي الهاني وغيرهم من الممثلين الذين أدوا أدوارهم بطريقة احترافية.