خمسة وعشرون عاماً على رحيل “مجذوب الغيوان” العربي باطما

حورية

الأربعاء 09 فبراير 2022 - 10:00

نجوى رضواني-صحفية متدربة

في ذكرى وفاته الخامسة والعشرين “العربي بطمة”، الرجل العصامي الذي شق طريقه من وسط فقير مدقع، ليصبح أحد أهم نجوم فترة الثمانينات، الذين وضعوا فسيفساء التراث الشعبي المغربي، نحيي سيرته مجددا في هذا اليوم.

العربي بطمة طفل البادية وشاب الحي المحمدي، ذو شارب كث وشعر منفوش يحيل الرائي إلى “الهيبيز”، نجم ساطع في سماء الفن في زمن مضى وبقي في ذاكرة كل جيل أتى بعده، فقد شارك الشعب معاناته وآماله وحط يده على قلوب جماهيره، من خلال أغانيه وألحانه وكتاباته.

كان الراحل يحب البحث المتواصل والكتابة والقراءة في أعماق التراث الشعبي المغربي، ومن حرفة إلى أخرى وجد ضالته بعالم الفن فاتقنه، وقدم أعمالا ظلت شامخة على مر الزمن، في مجال ربما لا يمكن hن يعهد على آت من مثل بيئته.

صحيح أنه لم يكمل تعليمه، لكن من قال أن المدارس وحدها تثقف وتجعل الإنسان واعيا؟ تعلم بشكل عصامي بانخراطه مبكراً في العمل الجمعوي والفعل الفني الثقافي، وشارك في التمثيل والكتابة والإنشاد والكتابة المسرحية والزجلية، كحوض النعناع، وفي مسرحيات مستوحاة من نصوص تراثية، ومن فن الملحون، وكناوة، والشعبي البدوي. فهو يعتبر مغرد الظاهرة التراثية في السبعينيات، التي شكلت النواة الأولى لانتشار لون موسيقي جديد في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.

في تلك الفترة تعرف على بوجميع وعمر السيد وعبد العزيز الطاهيري وعلال يعلى، ومعا أسسوا فرقة موسيقية ستكون بعد ذلك إحدى أهم الفرق بتاريخ الفن المغربي، والتي تمثل صوت وصدى الشعب وإحباطاته، “ناس الغيوان”.

في السنوات الأخيرة من تسعينيات القرن الماضي، اكتشف إصابته بمرض السرطان،  فسارع لكتابة سيرته الذاتية “الرحيل” كجزء أول، قال فيها جملته المشهورة” أكتب هذا وأنا في سباق مع الموت. لقد أخبرني الأطباء أن المرض امتلك الجانب الأيمن من رئتي، بعدما تجاوز الأيسر”.

أما الجزء الثاني منها الذي كتبه في ظرف أسبوع، بعنوان “الألم”، كتب “بطمة” “لو كنت أعلم الغيب لبقيت حارسا للدراجات، أو اشتغلت في السكة الحديدية مكان أبي…إنني أقول لنفسي الآن، أما كان يجدر بي البقاء في باديتي الحبيبة لأموت هناك؟ بعيدا عن الأضواء والشهرة ومحاصرة أعين الناس من كل جانب؟”.

رحل “العربي باطمة” من الدنيا، لكنه بفنه الصادق والنقي ظل علامة مسجلة ليس في تاريخ المغرب فقط، لكن في تاريخ الوطن العربي كله.

شارك المقال مع أصدقائك

مقالات ذات صلة

بعد غياب.. نجم ستوديو دوزيم كمال عموري يعود بأغنية “عندك الزين”

بعد غياب.. نجم ستوديو دوزيم كمال عموري يعود بأغنية “عندك الزين”

ملكة جمال المغرب تقاضي “رضا ولد الشينوية”

ملكة جمال المغرب تقاضي “رضا ولد الشينوية”

ألحان محمود التركي.. ديانا حداد تطلق أغنية “كل الهلا”

ألحان محمود التركي.. ديانا حداد تطلق أغنية “كل الهلا”