“شاورها ومادير برايها”.. لماذا لا ينصت الرجل لنصائح زوجته؟

إيمان لخزامي

الثلاثاء 08 يونيو 2021 - 10:00

من بين الأمثال الشعبية المتداولة في المغرب مقولة شهيرة يستمتع بها الرجال، بل ويضحكون بثغر بسام حين ذكرها، وهي “شاورهم ومادير برايهم”.

مقولة شعبية “محقرة” للنساء اللواتي يُعتبرن الأساس الرصين لأي أسرة مغربية. ولا ننكر طبعا أن الرجل مكون مهم أيضا لبناء المجتمع. لكنه بطبعه المتسلط يسيئ إلى نصفه الثاني أحيانا، وخاصة إذا كان ذا فكر محدود ولا يقبل النقاش الفكري البناء.

ماذا تقول الدراسات؟

أفادت بعض الدراسات العلمية أن الرجل لا يحب “مشاورة” زوجته ظنا منه أن آراءها لن تفيده في تحديد أمور مصيرية في حياته. وأن حب النساء لمناقشة بعض المواضيع بصوت مرتفع يربك الرجل ويشتت ذهنه.

وفسر باحثون في هذا الشأن، إلى أن دماغ الرجل يجد صعوبة في التعامل مع صوت المرأة، حيث يحتاج دماغ الرجل لبذل مجهود مضاعف للاستماع والإنصات لصوت مرأة مقارنة برجل مثله، ويرجع ذلك إلى اختلاف حجم الأحبال الصوتية وقوة الحنجرة بين الجنسين.

وأوضح الباحثون أن قوة الحنجرة عند المرأة ضئيلة للغاية مما يجعل صوتها رقيقاً وحاداً، مما يتسبب في تفسير دماغ الرجل على أن هذه الصوت غير جاد.

كما أن صوت المرأة أكثر تعقيداً وغالباً ما تستخدم نبرات صوت أكثر بكثير من الرجال، وتميل إلى تغيير طبقة صوتها بشكل مستمر مما يعقد عملية تفسيره وتحليله داخل دماغ الرجل.

وهذا ما يخلق حالة التنافر بين الأزواج أثناء فتح نقاشات مصيرية تهم حياتهم الخاصة.

كيف تفهم المرأة عدم إنصات زوحها؟ 

إن عدم انصات الزوج لزوجته يجعلها تحس بتقليل من قيمتها، وأحيانا تعتبره مس “كرامة” ويجب أن ترد لتشفي ولو القليل من غليل قلبها. وكما يقول المثل المغربي “الناس طوب وحجر”، إذن لا يمكننا تعميم المثل الأول على جميع الرجال، ولا يمكننا تعميم النقير المستمر للزوجة على أغلبية النساء.

وإن نقاش المرأة حينما يشتد مع زوجها يشعره بالإشمئزاز، ويدخل الطرفين في حالة من التكهرب تجعل الزوجة تلومة على أمور خارج نطاق النقاش.

وتلجأ بعض النساء إلى الصوت العالي مع احتدام النقاش، ربما لأنهن أكثر عاطفية ويشعرن بالضغط المستمر أو الظلم في النقاش مع أزواجهن، لكنها للأسف طريقة تجعلك مخطئة حتى ولو كان معك الحق بداية النقاش.

يؤكد “إليوت كوهين” مؤسس ورئيس تحرير المجلة الدولية للفلسفة التطبيقية والمجلة الدولية للممارسة الفلسفية -في مقال على “Psychologytoday”- أن الصراخ أو الصوت العالي تعبير دفاعي عن النفس، عندما تحتدم النقاشات الزوجية يضخ الأدرينالين، وتزداد ضربات القلب، ويتسارع التنفس ومن ثم يرتفع الصوت لاستجابة سلوكية دفاعية لفظية.

وتتمثل المشكلة في مثل هذه الاستجابات العدوانية اللفظية في أنها -في المقابل- تميل إلى مواجهة ردود دفاعية مماثلة من الزوج الذي يرى في طريقة رد زوجته هجوما شخصيا عليه.

“شاورهم ومادير برايهم” مثل ليس مغربيا!

سألنا “مي الباتول” عن مثلة “شاورهم ومادير برايهم”، وقالت لنا إنه مثل شعبي تركه يهود الملاح، وتداولناه نحن منذ القدم، ليترسخ في أذهاننا.

“فبالعكس !، الرجل المغربي يشاور زوجته لكن القرار النهائي يبقى له، مع مراعات ما شاور فيه زوجته، وهذا ما اعتدناه نحن النساء. في عمري الآن 75 سنة وما زال زوجي يشاورني! تقول” مي الباتول”.

وأضافت قائلة في الإطار نفسه، يحق للزوجين إغلاق الباب الذي يجلب لهما المشاكل، فإذا فتحا موضوعا ووجدى نفسيهما لا يتفاهمان فيه ولا يصلان لأي حل مجدي، فمن الأفضل أن يتأجل الحديث، وأن يحاولا خلق جو آخر من النقاش ليتناسى كل مهما المشاحنة الماضية.

وأشارت إلى أن بعض النساء يرتكبن أخطاء من قبيل، مضايقة الزوج وحب تكرار الكلام حتى يتحقق مرادها، وهذا شيء خاطئ تماما. فالزوج يبقى طفلا يحب العناية واللطف، وفي المقابل تحتاج النساء الإهتمام ولباقة الكلام. فقط يجب على الطرفين فهم بعضيهما أكثر.

ممارسة الإنصات الصحيح

يقول “مارك توين” إذا كان من المفترض أن تنحدث أكثر مما ننصت لكنا امتلكنا لسانين وأذنا واحدة”.

إذن فالإنصات هو مهارة تدعم كل العلاقات الإنسانية الإيجابية، فقضاء بعض الوقت للتفكير بمهاراتك الاستماعية ومحاولة تطويرها هي اللبنات الأساسية للنجاح.

ويجيب أن نميز جيدا بين الإنصات والإستماع، ونركز على الإنصات الذي تدخل فيه العديد من المكونات ويتطلب أمورا بسيطة لتحقيقة وتعلمه هي كالآتي:

1- حاول الجلوس رفقة شريك حياتك وتوقفا أولا عن الكلام وحاولا تجهيز نفسيكما لجلسة إنصات بعد أخد قسط من الإسترخاء.

2- قوما بمساعدة نفسيكما على الشعور بالراحة وتفاديا الجو المتكهرب.

3- التواصل البصري مهم بينكما، فقط تفاديا الحركات والإيماءات الإستفزازية التي تكون جلها غير مقصودة.

4- ركزوا جيدا في صلب الموضوع، وحاولا تفهم وجهات نظر بعضيكما.

5- إذا أطال أحد الطرفين في الحديث فليتحلى الآخر بالصبر حتى ينهي كلامه، مع تجنب التعصب والإنفعال.

6- ناقشوا الأفكار وليس الكلمات، وحاولا توفير جو هادئ يسوده السكون، وفي النهاية توصلوا إلى حلول مرضية للطرفين، وابتعدا عن النق حين إرادة التطبيق الفعلي للحلول.

 

شارك المقال مع أصدقائك

مقالات ذات صلة

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

تعليقا على مقتل فتاة المنصورة.. داعية مصري يثير الجدل: “الفتاة تتحجب عشان تعيش”

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

الغيرة الزائدة عند الرجل.. أنواعها وأسبابها

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”

منها الاغتصاب.. مقترح قانون يحدد الشروط والحالات المسموح فيها بإجراء “الإجهاض”