سيطرت النساء على عالم مستحضرات التجميل لعدة سنوات. مع تطور التكنولوجيا وظهور المواقع الإجتماعية، أصبحت مشاركة الرجال صورهم بالمكياج وشغفهم بالمنتجات التجملية شائع أكثر. لم يعد تطبيق الماكياج حكرا على النساء فقط. كما أنه ليس ظاهرة حديثة، في الواقع فهو يعود إلى عدة قرون.
مكياج الرجال، ممارسة الأجداد
أوضحت آن ماري جرانيت أبسيت، الباحثة في مختبر رون ألب للأبحاث التاريخية وأستاذة التاريخ المعاصر، أن مكياج الرجال ليس حديث العهد فهو ممارسة أتقنها أجداد الأجداد.
قالت ماري من خلال أبحاتها، أن انتشار صور الرجال بالمكياج عادي. فهو مجرد ممارسات قديمة عادت إلى الظهور بأشكال جديدة.
ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، إن لم يكن حتى قبل ذلك، عندما تم استخدام ظلال العيون من قبل نخبة الفنانين. ثم سعى الرجال للتعبير عن نبلهم من خلال وضع الرصاص الأبيض على الجلد.
وتم التخلي عن هذا الاتجاه بعد الثورة الفرنسية، خاصة بسبب البرجوازية التي رفضت بعض العادات المرتبطة بالأرستقراطية.
تميزت الفترة الفرعونية في مصر القديمة بهذه الممارسات. حيث كان الفراعنة يضعون بالفعل المنتجات على الجلد، خاصة لطقوس “الجنازة”.
تطور مكياج الرجال
في حين أن إضفاء الطابع الديمقراطي على الماكياج الذكوري لا يخلو من المزالق، فإنه
ماكياج الرجال يشق طريقه تدريجيا ويتكيف مع مختلف المجتمعات. تشرح آن ماري جرانيت : “منذ منتصف القرن التاسع عشر، عندما تم إنشاء مصطلح” المكياج. كان يشير إلى الاهتمام بنفسك من أجل الوجود الاجتماعي”. لا يزال استخدام مستحضرات التجميل يتوافق مع المعايير والقواعد الاجتماعية والثقافية في المجتمع.
وكشفت دراسة أجرتها Reportlinker. أن السوق العالمية لمستحضرات التجميل للرجال في عام 2016 كانت حوالي 40 مليار يورو. من المحتمل الوصول لأكثر من 55 مليار يورو لعام 2026.
في لقاء صحفي. أوضح جيريمي، 22 عاما، أن المكياج أصبح جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، وهو موجود منذ عدة سنوات. قال الشاب في البداية استعملته لتغطية بعض العيوب ليصبح مهنتي الحقيقة.
على الإنستغرام ، يشارك العديد منهن “روتين المكياج”، وأحيانا يبتكرون تقنيات مكياج جديدة يتبناها المشتركون. فهذه ممارسة عبارة عن ذوق قبل ربطها بالجنس أو التوجه الجنسي .
