قد لا تكون مستحضرات التجميل الخاصة بك آمنة كما تعتقدين. فالخبراء يدرسون المخاطر الصحية المرتبطة بمكونات الماكياج اليومي وبمنتجات أخرى تشابهه استعمالا.
“يقولون إن الجمال يكمن في عمق نضارة البشرة”، لكن النساء يستخدمن المستحضرات التجميلية لتبدو بشرتهن على أفضل حال. غافلات أنهن يسببن ضررا عميقا لها. وقد أشارت العديد من الأبحاث إلى أن مساحيق التجميل والعناية الشخصية الموثوقة تحتوي على مواد كيميائية ضارة.
تقول “ليزا آرتشر”، مديرة مجموعة مستحضرات التجميل الآمنة: “تستخدم المرأة العادية 10 منتجات تجميلية يوميا، مما يعرضها لـ 126 مادة كيميائية تسبب العديد منها مرض السكري أو مرض السرطان أو أضرار في الإنجاب.”
وعلى عكس الإرشادات التوجيهية للأغذية والمشروبات، والأدوية التي وضعت من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فإن قواعد السلامة التي تحكم مستحضرات التجميل ليست قريبة من الصرامة. كما أوضحت “كرانت جيسيكا” أستاذة مساعدة في مركز الأمراض الجلدية في مدينة نيويورك، قائلة “في الوقت الحالي، لجنة التجارة الفيديرالية هي الهيئة المسؤولة عن مراقبة سلامة منتجات التجميل ومستحضرات التجميل، ولها السلطة الكاملة في سحب منتج ما من السوق بعد تسجيل عدد كاف من الشكاوى”.
وهذا يدل على أن أمر التأكد من سلامة المنتج متروك للمستهلكين اللذين وجب عليهم قراءة الملصقات ليكونوا على دراية بجودة ما يشترونه من ماكياج ومنتجات التجميل الأخرى التي قد تشكل مخاطر صحية كبيرة.
وفيما يلي بعض المواد الكيميائية الأكثر شيوعا وإثارة للجدل:
مركب الفثالاث (phthalate)
يقول “آدم فريدمان” دكتور وأستاذ مساعد في طب الأمراض الجلدية “تُستخدم الفثالات لجعل المنتجات أكثر مرونة وتوجد في الألعاب والأطعمة وبعض مستحضرات التجميل، مثل طلاء الأظافر والصابون”، وهي شائعة جدًا لدرجة أن معظم الأمريكيين الذين اختبرتهم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في “التقرير الوطني الرابع عن تعرض الإنسان للمواد الكيميائية البيئية” لديهم أثر وجود نواتج أيض الفثالات في أجسامهم. ولا تزال الآثار الصحية لهذا المستوى من التعرض للفثالات غير مؤكدة, لكن الأبحاث مستمرة.
وجدت إحدى الدراسات الحديثة التي نُشرت في مجلة Environmental Health Perspectives أن النساء اللواتي يحملن مستويات عالية من الفثالات في بولهن معرضات لخطر الإصابة بمرض السكري.
قد تأتي الفثالات بمخاطر صحية أخرى أيضًا، بما في ذلك انخفاض مستويات الهرمونات وصغر حجم الأعضاء التناسلية لدى الرجال الذين تعرضت أمهاتهم للمواد الكيميائية أثناء الحمل. يقول الدكتور فريدمان: “أضافت وكالة حماية البيئة (EPA) ثمانية مكونات من الفثالات إلى قائمة “المواد الكيميائية ذات الأهمية”، مما يعني أن الوكالة ستراقب عن كثب المواد الكيميائية مع قيود أكثر صرامة في المستقبل.
إذا كنت قلقًا بشأن الفثالات، يوصي فريدمان بالبحث عن “مستحضرات التجميل ومنتجات التجميل الخالية من الفثالات أو التحقق من قائمة المكونات مثل ثنائي بوتيل فثالات، ثنائي ميثيل فثالات، ثنائي إيثيل فثالات، بوتيل إستر، أو مادة ملدنة”، حسب قوله.
البرابين
البارابين عبارة عن مادة حافظة تستخدم مثل مكون في العديد من مستحضرات التجميل، بما في ذلك مزيل العرق والشامبو والمكياج والمستحضرات ومنتجات العناية بالفم. ويقول “Glenn Kolansky” طبيب الأمراض الجلدية بـ “ريد بانك” إنه يحمي من نمو البكتيريا”.
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة ” Applied Toxicology”أن الحماية التي يقدمها البارابين ضد البكتيريا قد يكون لها ثمن مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. ووجد الباحثون أن 99 في المائة من عينات الأنسجة التي تم جمعها من النساء المصابات بسرطان الثدي تحتوي على نوع واحد على الأقل من البارابين.
ولتجنب البارابين، يوصي الدكتور ” Kolansky ” بالبحث عن المنتجات التي تحمل علامة “خالية من البارابين” أو “عضوية”، كما حذر من المكونات التي تحتوي على كلمة: Propyl أو Methylparaben.
مادة التريكلوسان
التريكلوسان: هو مكون يتواجد في العديد من منظفات اليدين المضادة للبكتيريا ومزيلات العرق ومعجون الأسنان – بمقاومة المضادات الحيوية وهو أحد العوامل المسببة لاضطراب الهرمونات”. هذا يعني أنه يتداخل مع إنتاج أو تنظيم الهرمونات الطبيعية في الجسم.
تصنف وكالة حماية البيئة (EPA) مادة التريكلوسان كمبيد للآفات، لكنها تستخدم بشكل شائع كمادة حافظة وكعامل مضاد للميكروبات. ومع ذلك، فإن “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقول إن الصابون العادي والماء لهما نفس فعالية الصابون المضاد للبكتيريا، لذا يبدو أن المخاطر الصحية للتريكلوسان تفوق الفوائد”، كما يقول آرتشر.
المواد النانوية
هي عبارة عن جسيمات دقيقة ومهندسة تقاس بأجزاء من المليار من المتر يمكنها تغيير طريقة عمل العديد من المنتجات، بما في ذلك مستحضرات التجميل. يقول فريدمان: “منتجات العناية بالبشرة التي تحمل جزيئات نانوية يمكن أن تغير طريقة تفاعل مكونات مستحضرات التجميل مع الجلد.” على سبيل المثال، يمكن أن تساعد مكونات الجسيمات النانوية في إضفاء مظهر طبيعي أكثر على المكياج وإعطاء المرطبات وواقيات الشمس إحساسًا أكثر نعومة عند امتصاص البشرة لها.
وحاليا لا توجد مخاطر صحية واضحة مرتبطة بالجسيمات النانونية، لكن إدارة الغذاء والدواء تراقبها عن كثب بسبب صغر حجمها لأنها قد تتمكن من الدخول إلى الخلايا العميقة لجسم الإنسان.
يوضح فريدمان: ” أن الجسيمات النانوية لديها القدرة على توليد الجذور الحرة أي الجزيئات التي يمكن أن تسبب ضررًا للخلايا البشرية أو الحمض النووي للإنسان عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية. كما أشار أن هناك حاجة أزيد لفهم ودراسة المخاطر الصحية المرتبطة بالمنتجات النانوية بشكل كامل”.
ويضيف أنه إذا كنت ستشعر بأريحية أكبر في تجنب هذه المكونات فيجب عليك مراجعة قائمة المحتويات ” Project on Emerging Nanotechnologies “على الإنترنت التي تحوي المكونات المركبة للجسيمات النانوية.
الثلاثي السام
تقول “آرتشر”: “تحتوي العديد من ملمعات الأظافر على ” الثلاثي السام” أولها “التولوين”، وهو مادة سامة تؤثر على الأعصاب؛ و”الفورمال ديهايد”، مادة مسرطنة معروفة؛ و”فثالات ثنائي بيوتيل”، وهو مادة سامة ويسبب خللا في الهرمونات.
ولتجنب هذه المكونات، توصي “آرتشر” بالبحث عن ملمعات الأظافر التي لا تحتوي على مركب “الثلاثي السام” أو التي تحتوي على أساس مائي بدلاً من ذلك، خاصة إذا كنت حاملاً.
المستهلك الذكي شيء جميل!
إذن ما الذي ستفعله المرأة المحبة لوضع مستحضرات التجميل؟ تقول “آرتشر” لكي تكون المرأة مستهلكة ذكية وجب عليها أن تكون أكثر حذرا من مكونات مستحضرات التجميل التي تجلب إلى منزلها تجنبا للمخاطر وحماية لنفسها ولعائلتها”.
جربي هذه النصائح:
اسألي خبيرا: توصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بأن يقوم أي شخص مهتم بالمخاطر الصحية المرتبطة بمستحضرات التجميل، بفحص لعبوات منتجاته المستعملة عند طبيب الأمراض الجلدية الخاص به. وإجراء مناقشة محددة حول المكونات والمخاطر الصحية لها ونسبة فوائدها أيضا”. يقول الدكتور “كرانت”.
عطر Forego: تقول “آرتشر”: “بموجب القانون، يتعين على الشركات الكشف عن جميع المكونات في مستحضرات التجميل. باستثناء ما هو موجود في العطر”. وبدلاً من ذلك، يُسمح لهم بإدراج كلمة “عطر” أو عبارة “عطر صناعي”. وغالبًا ما تحتوي هذه الروائح على مئات المواد الكيميائية الضارة، بما في ذلك الفثالات. ولحماية نفسك، توصي باختيار مستحضرات التجميل التي تكشف عن جميع المكونات الموجودة على الملصق الخاصة بالعطر المدرج في المنتج.
