من مساعدة في المطعم إلى مغنية عالمية.. تعرفوا على المغربية “مروى لود”

بدأت شهرة الفنانة مروى لود سنة 2018 بعد إطلاق فيديو كليب أغنية “billet”، التي خلق ضجة واسعة في الوسط الفني العربي والعالمي، وكانت من أكثر الأغاني التي تداولت في صيف 2018، وشكلت نقلة نوعية في مسار مروى التي أحببت الغناء منذ صغرها وتحدت الصعاب لتحقيق نجاحات عالمية بعد ما مرت بمجموعة من العراقيل.

اسمها الحقيقي “مروى أوتمغارت”، مغربية الأصل وبالضبط من مدينة بني ملال، ولدت بستراسبورغ الفرنسية بعد أن قرر والديها الهجرة من المغرب إلى فرنسا في الثمانينات، كأغلب الأسر المتواجدة بنواحي بني ملال التي تختار الهجرة للبحث عن مصدر رزق أفضل، لتفتح مروى عينيها في بلاد المهجر وهي بين أحضان والدتها وأربعة من أخواتها وأخ واحد.

استطاعت مروى أن تتفوق في دراستها وأن تكون من الأوائل، وكانت تحلم بأن تتخرج من الثانوية وتدرس القانون في الجامعة كي تصبح شرطية أو سيدة قانون، وتكون قوية وتستطيع الدفاع عن المرأة بسبب ما مرت منه هي ووالدتها وأخواتها بعد أن تخلى عليهم والدها، لكن لم تتمكن مروى من الولوج لجامعة القانون، وعوضت القانون بالأدب الفرنسي بعد نيلها شهادة الباكلوريا، لتكتشف في نفسها ملكة الكتابة والغناء بالفرنسية.

بالموازاة مع دراستها في الجامعة تخصص أدب فرنسي، قررت مروى الاشتغال في أحد المطاعم بمدينتها لتعيل عائلتها، وتتكلف بحاجياتها الخاصة، إلا أن حبها للكتابة والغناء وتلحين كل ما كتبت جعلها تفكر في تسجيل أغنية خاصة بها، لكن وجدت عائق المصاريف في طريقها، وقررت التخلي عن دراستها الجامعية والتفرغ للاشتغال في المطاعم كي توفر مصاريف تسجيل أغنيتها.

في أواخر سنة 2016 بدأت مروى لود في البحث عن استوديو لتسجيل الأغاني في مدينتها، بعد أن انتهت من كتابة أول أغنية لها، وقررت بعدها الذهاب لبروكسيل حيث وجدت استوديو بأقل تكلفة، لكن المبلغ الذي استطاعت توفيره من عملها بالمطعم لم يكن يكفي لتغطية مصاريف التنقل والمبيت والتسجيل في بروكسيل، لذلك قررت أختها وباقي أفراد العائلة مساعدتها لاستكمال مصاريف هذه المغامرة.

وتمكنت مروى من الوصول إلى مبتغاها بعد أن تمكنت من إصدار أول فيديو كليب لها تحت عنوان “Tu peux parier” الذي حقق مليون مشاهدة على قناتها الجديدة باليوتوب بعد أربعة أيام من إصداره، ما جعلها تشعر بالفرح وتتشبث بهدفها، بعد أن بدأت رسائل المعجبين تصلها على حسابها بانستغرام ويزداد عدد المتابعين يوما بعد يوم.

وبدأت هذه الأخيرة في تلقي العروض من شركات الانتاج للتعاقد معها بمبالغ مالية كبيرة لم تكن تنتظر الاشتغال بها يوما، حتى وقع اختيارها على شركة “Purpel money” للإنتاج، الخاصة بمغني الراب المغربي الفرنسي “lartiste”، وفي مارس سنة 2018 تمكنوا من إنتاج فيديو كليب أغنية “billet” الذي جعل مروى لود تفرض اسمها وسط الفن الفرنسي وتبدأ في منافسة فنانين عالميين.

وبداية من “billet” التي حصدت أزيد من 120 مليون مشاهدة على اليوتوب، استطاعت جميع أغاني مروى تحقق نجاحا كبيرا ونسب مشاهدة عالية، ساهمت في تألقها فوق أكبر المسارح الفرنسية والعالمية، لتدخل مروى قائمة الفنانين المغاربة الذين وصلوا للعالمية.

ومن بين الأغاني الشهيرة لمروى لود، أغنية “bad boy” التي حققت أزيد من 344 مليون مشاهدة على اليوتوب، وأغنية “mi corazon” التي وصلت 234 مليون مشاهدة، وأغنية “oh la folle” بـ140 مليون مشاهدة، إضافة إلى ديو الذي جمعها بمغني الراب الأمريكي “naza” تحت عنوان “allez les gros” والذي أصدرته بعد تعرضها للتنمر وللانتقادات بسبب زيادة وزنها.

ابتعدت لود عن الأنظار لمدة تقل عن سنة، لتشارك بعدها مع جمهورها خبر ولادتها لطفلتها الأولى حيث لم يكن جمهورها يعلم بحملها، فهي فضلت أن تجعل حياتها الخاصة ملكا لها وبعيدة عن الأضواء وعن منصات التواصل الاجتماعي، وذلك منذ أن اختارت عدم ظهور زوجها معها في الصور وفي اللقاءات بعد أن أعلنت عن زواجها سنة 2019، بمشاركة بعض الصور على انستغرام وهي تحتفل بزواجها بالتقاليد المغربية وباللباس التقليدي.

لكن هذا التوقف القصير لم يبعد مروى عن الغناء في الساحة الفنية، فقد عادت بعد ولادتها بأغنية جديدة على شكل ديو مع مغني الراب المغربي المعروف بـ”moha k”، والتي استطاعت من خلالها الرجوع للغناء بقوة بعد النجاح الذي حققته أغنية “غير نتيا” التي تصدرت قائمة الأغاني الأكثر استماعا على اليوتوب، كما أن هذه الأغنية تميزت بغنائهما لمقاطع باللهجة المغربية “الدارجة”، إضافة إلى تفاعل الجمهور معها ومشاركتها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.

وليست هذه المرة الأولى التي تشتغل فيها مروى مع موحا، فقد سبق لهما أن أصدرا أغنية “bimbo” التي حصدت أزيد من 55 مليون مشاهدة على اليوتوب بعد 11 شهرا من إصدارها.